من المألوف لدينا رؤية الحرف أو الكلمة الأولى الموجودة في بداية الصفحة بارزة وواضحة, حتى لو لم يكن لها تأثير نصي ظاهر ومميز , ويكون ذلك دائما في الركن الأيمن من أعلى الصفحة. وبناءا على هذا تكيفت أعيننا على التحرك من الركن الأيمن الأعلى للصفحة عند بدء القراءة.
وذلك ليس أمر فطري.. لكنه يتحدد حسب التعليم والثقافة, ففي الثقافات الغربية تبدأ كتابتهم من اليسار وبالتالي فان أعينهم تكيفت لتبدأ من الركن الأيسر لأعلى الصفحة, وكذلك بالنسبة لنا عند قراءة ثقافاتهم, فنحن نتبع حركة ومسار أعينهم, وبذلك نقول أنها ليست حركة فطرية.
ولـ Jerry Weissman تعليق على هذا الموضوع أسماه “بالعودة التلقائية لنقطة الانطلاق“
عندما يقرأ الناس كتابا أو مجلة أو صحيفة فإن عيونهم تعود تلقائيا لنقطة الانطلاقة عند كل صفحة جديدة, وبالنسبة للعرض التقديمي فإن حركة العين تحدث عند كل شريحة جديدة.
لكن هناك فرق شاسع …
فحين تنطلق عيناك عبر صفحة في كتاب فإنها تتحرك بمقدار يتراوح من 5-8بوصات كل مرة. بينما خلال العرض, يكون على العينين أن تقفز عبر شاشة كبيرة بقاعة المؤتمرات أو غرفة الاجتماعات, فتتحرك بمقدار يتراوح بين 2-20قدم حسب حجم المكان وشاشة العرض.
أضف إلى ذلك…
في كل مرة تضيء فيها شاشة العرض بظهور شريحة جديدة, تتجه العين للركن الأعلى الأيمن (في حال العرض باللغة العربية) ثم تتبين بوجود المزيد من المعلومات فتتحرك أعينهم خطوة أخرى لتستوعب بقية المعلومات. والحركة الثانية هذه أكثر قوة من الحركة الأولى. فعيون الجمهور تقوم بمسح السطور باتجاه اليسار بشكل لا إرادي, وهذا ما يسمى “بالمسح الانعكاسي العابر“
ما هو معقول ..
أن غالبية الأشخاص يستخدمون يمناهم في الكتابة , فيكون لديهم نزوع طبيعي نحو استيعاب أكبر للأشياء الواقعة في الجهة اليمنى من المجال البصري –وهو أمر محتمل-.
ورغم أن جميع تلك النظريات, إلا انه يظل الميل الطبيعي والنظري لأن تتحرك العين من اليمين نحو اليسار غير قابلة للإنكار فهو أمر طبيعي وواضح. ويعود سر كل هذا إلى الطريقة التي تعلمنا بها ملاحظة المعلومات من طفولتنا.
وما علاقة ذلك بالعروض التقديمية … ؟؟
من خلال فهم المنظور النفسي وتطبيقه بالشكل المناسب يكون بمقدورك أن تتحكم في التأثير الذي تحدثه شرائح العرض على جمهورك. فخلال العرض.. فحين تضيء شاشة العرض بشريحة جديدة,
تتخذ عيون الجمهور على الفور حركتين >>الأولى, إلى اليمين لكي تبدأ في قراءة نصوص الشريحة (العودة التلقائية لنقطة الانطلاقة)والثانية, إلى اليسار لتستوعب المعلومات كاملة (المسح الانعكاسي العابر)
فان كان تصميم الشرائح مكتظا بالبيانات على الشاشة فان جمهورك لن يستطيع الانتهاء منها في حركتين اثنتين, سوف يجبرون لعمل مرحلة أخرى, وقد تكون أكثر من واحدة وإن تعدت رحلات أعينهم عن مرحلتين تكون بذلك قد أجهدت أعينهم وأصبحت الرحلة شاقة عليهم وهي رحلة (الإكراهية).
وبناءاً عليه..
راعي حركة الأعين عند تصميم الشرائح بحيث تكون في حدودها الدنيا, بتقليل البيانات وضبط حجم الخط فيها, وراعي موضع الشعار, والصور , والنقاط الفرعية, والعناوين الرئيسية…
المصدر: Presenting to win | Jerry Wissman